السير والتحدث وأفعال أخرى قد تفعلها اثناء النوم!! فمن المؤكد أننا لن نشعر بالراحة ولا بالاطمئنان إذا كنا نتحدث أو نسير أثناء النوم فإذا حدث هذا فأول سؤال يطرحه العقل هو ماذا يمكنني أن أقول أو ماذا يمكنني أن أفعل!
فهذه الأفعال اعتدنا على فعلها ونحن في حالة من اليقظة، لكن الغريب هو أنها تحدث أثناء النوم عندما تصاب باضطراب الخطل النومي parasomnia
فكيف يمكن للشخص التعامل مع حالة مثل هذه وما هي الأعراض التي تظهر عليه وما هي أنواع هذا الاضطراب، ولكن في البداية يجب أن نتعرف أكثر على طبيعة اضطراب الخطل النومي.
ما هي طبيعة الخطل النومي؟
هو أحد اضطرابات النوم يحدث عندما يمرُّ الشخص بسلوك غير طبيعي أثناء النوم.
هذا السلوك يمكنه أن يحدث أثناء أي مرحلة من مراحل النوم، فقد يحدث عندما تجد عيناك طريقها إلى النوم، وقد يحدث قبل أن تستيقظ مباشرةً.
عندما تُصاب باضطراب الخطل فمن الممكن أن تتحرك أثناء النوم تاركاً المكان الذي تنام فيه.
ومن الممكن أن تتحدث أثناء النوم، أو أن تفعل أشياء غريبة أُخرى ليس معتاد فعلها وأنت نائم.
والآخرون قد يعتقدون أنك مستيقظاً ولكنك في الحقيقة غير واعي تماماً، بل إنك عندما تستيقظ لا تتذكر أيّ شيء مما حدث.
ما مدى تأثير اضطراب الخطل النومي على الشخص؟
وبالرغم من أن اضراب الخطل هذا شائع عند كثير من الناس والتعامل معه يحمل طابع فكاهي كأن تخبر أحدهم ماذا قال لك أثناء نومه وتضحكون على ذلك، ولكن أول أثر سلبي هو أن الشخص المصاب باضطراب الخطل النومي يصبح من الصعب جداً أن يحصل على نوم هادئ مريح.
وهذا السلوك أيضاً قد يجعل الأشخاص المحيطين بك ينزعجون ويسبب لهم أيضاً أرق وخلل في نومهم.
ولكن اضطراب الخطل النومي قد يشكل خطورة كبيرة؛ لأنك تكون غير واعي بالبيئة المحيطة بك وغير واعي بأفعالك، ومن الممكن أن يسبب لك أمراض نفسية أخرى كالضغط العصبي والقلق.
على الرغم من هذه السلبيات التي يمكنها أن تحدث، لا يمكنك أن تعتقد أن هذا الاضطراب ليس له علاج وأنك ستستكمل حياتك بهذه الطريقة، فهذا الاضطراب مثل باقي اضطرابات النوم قابل للعلاج بشكل كبير.
وقبل أن نتحدث عن العلاج يجب أن نفهم الأسباب والأنواع حتى يمكننا التعامل معه.
ما هي أنواع اضطراب الخطل النومي؟
بعض الأنواع يحدث السلوك غير الطبيعي فيها أثناء بداية النوم والبعض الآخر يحدث في آخر الليل.
السير أثناء النوم
السير أو التجول أثناء النوم هو حالة من تبدل الوعي، تجتمع فيها ظواهر النوم واليقظة معاً، حيثُ يقوم الشخص من السرير غالباً أثناء الثلث الأول من النوم الليلي، ويسير متجولاً مُبدياً مستويا ًمنخفضاً من الإدراك والتفاعل والمهارة الحركية.
وعادةً ما يترك المتجولون حجرات نومهم أثناء النوم، وأحياناً يتجولون فعلاً إلى خارج بيوتهم، وبالتالي فهم معرضون إلى أخطار ضخمة للإصابة أثناء نوباتهم، ولكنهم في أحيان كثيرة يعودون سريعاً إلى أسرتهم، إما من تلقاء أنفسهم، أو يقودهم إليها بهدوء شخصٌ آخر.
وعندما يستيقظون إما من نوبة التجوال أثناء النوم أو في الصباح التالي، فإنهم عادةً لا يتذكرون أيّ شيء عن الحدث.
التحدث أثناء النوم
هو نوع آخر من الأنواع الشائعة لاضطراب الخطل النومي، وفيه يتحدث الشخص أثناء النوم، وقد يكون هذا الحديث مجرد تمتمة أو حوار كامل يقوم به الشخص دون وجود أيّ وعي لديه.
والتحدث أثناء النوم يرتبط بشكل كبير بالسير أثناء النوم فكثيراً ما يحدث الاثنان معاً.
ولكن التحدث أثناء النوم قد يكون في أي مرحلة من مراحل النوم، ولا يشكل خطورة كبيرة مثل الخطورة التي يشكلها التجوال الليلي.
الأنين المرتبط بالنوم
هذا النوع يحدث فيه أنين بصوت عالٍ أثناء النوم، وهو عادةً يحدث عندما يخرج الزفير من الشخص بعمق وببطء، وقد يكون الصوت عبارة عن همهمة عالية أو أصوات حادة أو حتى صوت مثل صوت الزئير لكنه ذو طابع خاص.
وعادةً هذا النوع يسبب القلق والانزعاج لمَن حولك وقد يسبب لك أيضاً خلل في النوم ويؤثر فيه بشكل كبير.
الكوابيس الليلية
الكابوس هو حلم محمل بالقلق والخوف، ويليه استرجاع تفصيلي لمحتوى الحلم، وتعد تجربة الحلم هذه تجربة حية جداً، وتتضمن عادةً موضوعات تخص تهديدات البقاء أو موضوعات مشابهه لها. وأثناء النوبة التي تصيب الشخص توجد درجة من النشاط العصبي اللاإرادي.
والكوابيس تسبب الغضب والقلق والخوف، وإذا كانت تحدث بشكل منتظم يُسمى هذا اضطراب الكوابيس الليلية.
وفي بعض الأحيان يتواجد العديد من الكوابيس في ليلة واحدة، و تحدث هذه الكوابيس في مراحل متأخرة من النوم عندما يغرق الشخص في الأحلام.
الفزع الليلي
هي نوبات ليلية من الفزع الشديد والهلع، تصاحبها أصوات عالية وحركة زائدة، مستويات عالية من النشاط العصبي اللاإرادي.
يقوم الفرد من نومه جالساً أو واقفاً عادةً أثناء الثلث الأول من النوم الليلي، ويصرخ صرخة رعب، وفي أحيان كثيرة يُسرع إلى الباب كما لو كانت هنالك محاولة هروب، وإن كان نادراً جداً ما يترك الفرد الغرفة.
وقد تؤدي محاولات التحكم في الفزع الليلي إلى مزيد من الخوف الشديد، والأفراد يكونون معرضون لمخاطر كبيرة للإصابة أثناء نوبات الفزع الليلي.
وبخلاف الكوابيس الليلية فالفزع الليلي نادراً ما يكون مرتبط بالأحلام، ولكنه يصاحبه الآتي:
- البكاء
- الصراخ
- زيادة في معدل ضربات القلب
- العرق الغزير
- احمرار الجلد
اضطراب نوم حركة العين السريعة
هذه المرحلة تكون في مراحل متأخرة من النوم التي يتواجد بها الأحلام، وفيها تقوم بأداء الأحلام التي تحلم بها والقيام ببعض الأفعال المتعلقة بهذه الأحلام.
وهي مختلفة عن السير أثناء النوم والفزع الليلي ففيهما يكون الشخص غير واعي بما حدث بعد أن يستيقظ، ولكن في هذه الحالة أنت يمكنك أن تتذكر الحلم جيداً.
وهذه بعض السلوكيات التي يفعلها الشخص وتكون مرتبطة بالحلم الذي يحلمه:
- الشد والسحب
- اللكم والركل
- الصياح
- القفز
ما العلاقة بين الفزع الليلي والسير أثناء النوم؟
التجوال الليلي والفزع الليلي شديدا الارتباط أحدهما بالآخر، والاثنان يُعتبران اضطرابين يحدثان أثناء المراحل الأعمق للنوم (المرحلة الثالثة والرابعة)، وعادةً يكون لدى كثير من المرضى تاريخ عائلي إيجابي.
كذلك فإن كلا من الحالتين أكثر شيوعاً في الطفولة؛ مما يشير إلى الدور الذي تلعبه العوامل الأسرية أثناء النمو في الحالتين.
وكلاهما أيضاً يتشابه في نفس السمات السريرية والفسيولوجية.
ما هي أسباب الخطل النومي؟
يوجد العديد من الأسباب التي يمكنها أن تؤدي إلى أي نوع من الخطل النومي، فهي تعتبر مثل عوامل مثيرة لحدوث هذا الاضطراب.
- التوتر والضغط العصبي
- القلق
- الاكتئاب
- اضطراب ما بعد الصدمة
- الإدمان وتعاطي مواد معينة
- بعض الأدوية
- تغيرات في الجدول المعتاد للنوم
- نوع آخر من اضطرابات النوم مثل الأرق
- الحرمان من النوم
- حالات عصبية مثل مرض الشلل الرعاش
الخطل النومي في الأطفال
اضطراب الخطل النومي يصيب الأطفال أكثر من البالغين، وهو منتشر جداً بين الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية أو عصبية مثل الصرع أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
عادةً ما يُصاب الأطفال بالخطل النومي لأن دورة النوم والاستيقاظ لديهم في المخ غير منتظمة؛ مما يؤدي إلى حدوث خلط بين حالة الوعي واللاوعي لديهم، ولكن معظم الأطفال تتحسن حالتهم بشكل كبير مع التقدم في السن.
ولكن عندما نقارن بين الأطفال والبالغين الذين يعانون من الخطل النومي، فالأطفال يبكون ويشعرون بخوف أكبر بكثير من البالغين، ويخافون من النوم وحدهم دون صحبة أحد الوالدين.
وإذا كان أحد أبنائك يعاني من سلوكيات غير طبيعية أثناء النوم، من المهم جداً أن تتذكر أنهم لا يفعلون ذلك بإرادتهم، فكن داعماً لهم وتعاطف معهم بدلاً من معاقبتهم.
وعلى سبيل المثال لو أن ابنك بللَ السرير أثناء النوم فشجعهم على استخدام الحمام قبل النوم بدلاً من توبيخهم.
ما هي أعراض الخطل النومي؟
بجانب السلوكيات غير الطبيعية التي يفعلها الشخص المُصاب بالخطل النومي، فهذا الاضطراب يمكنه أن يسبب أعراض أخرى كالآتي:
- عندما تستيقظ تشعر بالارتباك والحيرة
- عندما تستيقظ تتساءل في أي مكان أنت!
- لا تتذكر أنك كنت تفعل نشاطات معينة
- تجد بعض الأثار غير الاعتيادية على جسدك
- تجد صعوبة كبيرة في النوم أثناء الليل
- تشعر بالإجهاد والنعاس أثناء النهار
ما هو العلاج الفعّال للخطل النومي؟
علاج الخطل النومي يعتمد على النوم ومدى شدة الاضطراب، وأفضل خيار للعلاج يعتمد على الأعراض التي يعاني منها الشخص.
أول خيار هو بعض الأدوية التي تستخدم عادةً في العلاج مثل مضادات الاكتئاب والميلاتونين على سبيل المثال.
على الجانب الآخر فإذا كانت الأعراض بسبب دواء معين وصفه الطبيب، فغالباً يقوم الطبيب بتغير العلاج أو وصف جرعات أقل منه، ولكن لا يمكنك أن تتوقف عن العلاج من تلقاء نفسك، فيجب دائماً استشارة الطبيب.
الخيار الثاني هو العلاج السلوكي المعرفي Cognitive behavioral therapy وهو شائع في علاج الخطل النومي؛ وهذا لأن الخطل النومي عادةً ما يكون متعلق بالمشاكل النفسية مثل التوتر والقلق وهنالك بعض الطرق الأخرى التي تستخدم في العلاج كالآتي:
- العلاج النفسي
- العلاج عن طريق الاسترخاء
- التنويم المغناطيسي
كيف أتعايش مع الخطل النومي؟
الخطل النومي قد يجعل من الصعب الحصول على نوم جيد، ومن الممكن أن يزيد من فرص الحوادث، والمشاكل الصحية بسبب نقص الراحة.
عادةً الخطل النومي قابل للعلاج والتخلص منه تماماً، ولكن يجب عليك زيارة طبيب للنوم أو زيارة شيز لونج الطبيب النفسي أو التحدث مع طبيب عبر الانترنت فهذه هي أفضل الأماكن التي يمكنك أن تلجأ إليها.
Leave a Comment