ماذا تعرف عن الفوبيا أو الرهاب !!??

ماذا تعرف عن الفوبيا ؟!!

تعتبر الفوبيا أكثر خطورة من مجرد إحساس الخوف البسيط و لا تقتصر على المخاوف من أشياء محددة بعينها فحسب، فعلى الرغم من أن الأفراد يدركون أن الفوبيا شيء غير منطقي و يريدون التخلص منه، إلا أنهم لا يستطيعون التحكم في ردة فعل الخوف، و كما نرى في أرض الواقع فان اعدد الأشخاص الذين يعانون من الفوبيا كبيرة جدا و متزايدة جدا جدا، يكفي ان تعلم ان في الولايات المتحدة وصل عدد المصابين بالفوبيا كمرض نفسي إلى  19 مليون شخص من الذين يسعون لتلقي العلاج و رؤية الطبيب النفسي، فما بالك بمن لم يسعى للطبيب.

و لعلمنا بأهمية المرض و عدم توافر الثقافة العلمية و الطبية الصحيحة عن الفوبيا فأبدأ معك سلسلة من المقالات توضح لك كل لفظ و كل ما تريد ان تعرفه عن الفوبيا بادئا بتعرفيك معنى الفوبيا.

ما المقصود بالفوبيا؟

الفوبيا كمصطلح تعني خوف مبالغ فيه و غير منطقي، و غالبًا ما يستخدم مصطلح “الفوبيا” للإشارة إلى الخوف من سبب معين، و مع ذلك، هناك ثلاثة أنواع من الفوبيا معترف بها من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA)، و تشمل هذه الأنواع الثلاث ما يلي:

 

 

• الفوبيا المحددة:

 هذا خوف شديد و غير عقلاني من فعل ما بعينه.

• فوبيا الاجتماعية، أو القلق الاجتماعي:

يعتبر هذا خوف عميق من الإذلال العلني و من أن يتم تمييزه أو الحكم عليه من قِبل الآخرين في موقف اجتماعي، و فكرة التجمعات الاجتماعية الكبيرة مرعبة لشخص ما يعاني من القلق الاجتماعي، أي إنه ليس كالخجل الطبيعي، بل يختلف في شدته و تأثيره على الشخص.

• الخوف من الأماكن المكشوفة:

هو الخوف من المواقف التي يصعب الهروب منها إذا كان الشخص يعاني من الذعر الشديد، مثل التواجد في مصعد أو التواجد خارج المنزل، و عادة ما يُساء فهمه على أنه خوف من الأماكن المفتوحة و حسب و لكن يمكن أن ينطبق أيضًا على أن تكون محصورًا في مساحة صغيرة، مثل المصعد أو في وسائل النقل العام.

 يعاني الأشخاص المصابون بفوبيا الخلاء من خطر متزايد للإصابة باضطراب الهلع مصاحبًا لمرضه بالفوبيا من الأساس.

تُعرف أنواع الفوبيا المحددة باسم الفوبيا البسيطة حيث يمكن ربطها بسبب محدد قد لا يحدث بشكل متكرر في الحياة اليومية للفرد، مثل الثعابين أو العقارب أو الخفافيش، و لذلك من غير المُحتمل أن تؤثر على الحياة اليومية بطريقة كبيرة في حياة كثير من المرضى بل انهم يتعايشون معها و لا يشعرون بوجود المشكلة أبدًا.

 

 

يُعرف القلق الاجتماعي و فوبيا الخلاء باسم الفوبيا المعقدة، حيث يصعب التعرف على مُسبباتهما، وللأسف يمكن للأشخاص الذين يعانون من الفوبيا المعقدة أن يجدوا صعوبة في تجنب المثيرات، مثل مغادرة المنزل أو التواجد في حشد كبير أو التعال مع مقدمي الرعاية الصحية.

تصبح الفوبيا قابلةً للتشخيص عندما يبدأ الشخص في تنظيم حياته و ترتبيها بحيث يتجنب سبب خوفه.

 إنه أشد خطورة من رد فعل الخوف الطبيعي، حيث يعاني الأشخاص المصابون بالفوبيا من حاجة شديدة لتجنب أي شيء يثير قلقهم.

كيف يقوم أخصائيو الرعاية الصحية بتشخيص الفوبيا؟

قد يقوم العديد من مقدمي الرعاية الصحية بتقييم تشخيص الفوبيا و رغم تعدد التخصصات و اختلاف المجالات الا انهم جميعا يدرسون الفوبيا و يستطيعون تشخيصها، بما في ذلك معالجي الصحة النفسية و العقلية المُرخصين، و كذلك أطباء الأسرة، أو غيرهم من مقدمي الرعاية الطبية الأولية، و المتخصصين الذين تزورهم لحالة طبية، و الأطباء النفسيين، و علماء النفس، و الأخصائيين الاجتماعيين.

 

 

 إذا اشتبه أحد هؤلاء الممارسين في احتمال إصابتك بالفوبيا، فمن المُحتمل أن يُطرح عليك عدد من الأسئلة لاستكشاف جميع الأعراض التي قد تكون لديك و قد تحتاج إلى إجراء مقابلة طبية و فحص بدني من قبل طبيب عام أو طبيب نفسي لاستبعاد كل الأسباب العضوية أولًا، و قد تترافق الفوبيا مع عدد من مشاكل الصحة النفسية الأخرى، بما في ذلك الفصام و الاكتئاب و اضطراب الوسواس القهري و اضطرابات تعاطي المخدرات.

ترتبط الفوبيا بشكل خاص باضطرابات القلق الأخرى، بالإضافة إلى اضطراب الهلع، تشمل أمثلة اضطرابات القلق الأخرى كاضطراب القلق العام (GAD) و اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، بل و عند الأطفال قد تحدث فوبيا المدرسة أو الخوف من الوحدة مع أو بدون اضطراب قلق الانفصال، و نظرًا لأن اضطرابات القلق بشكل عام قد تحدث بشكل متزامن مع عدد من الحالات الطبية أو يمكن أن تكون ردة فعل لأدوية مختلفة، فغالبًا ما يتم إجراء الاختبارات المعملية الروتينية أثناء التقييم الأولي لاستبعاد الأسباب المُحتملة الأخرى للأعراض.

 

 

ما الذي يسبب الفوبيا؟

كمعظم الأمراض النفسية، لا يسعنا القول بأن هناك سبب بعينه يمكن ان يشار اليه كسبب واحد واضح صريح للفوبيا، و لكن يحتاج المرض لكي يظهر لعوامل كثيرة و مختلفة كل منها يلعب دورا في اظهار الفوبيا على المريض. و منها ما يلي:

1. حوادث أو صدمات معينة:

 على سبيل المثال، قد يُصاب الشخص الذي يعاني من الكثير من الاضطرابات على متن طائرة في سن مبكرة بفوبيا من الطيران، أو نعرف كثيرا من الأشخاص الذين يخافون من القطط و اذا بحثت و تمعنت النظر بحثًا عن السبب ستجده بسبب حادث مع قطة في طفولته المبكرة.

2. استجابات مكتسبة، تم اكتسابها في وقت مبكر من الحياة:

 يمكن أن يكون لعوامل في البيئة الأُسرية، مثل الوالدين القلقين أو الخائفين للغاية تأثير على الطريقة التي تتعامل بها مع القلق في الحياة بعد ذلك، قد تُصاب بنفس الفوبيا المحددة الذي يعاني منه أحد الوالدين أو الأخ الأكبر، تأثرا به و لأنك تعيش نفس خبراته.

3. علم الوراثة:

يدخل عامل التوريث في جُل الأمراض النفسية الشهيرة، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن بعض الأشخاص أكثر عرضةً للإصابة بالفوبيا من غيرهم.

4. ردود الفعل التي تشمل الذعر أو الخوف:

 إذا كان لديك رد فعل قوي (أو نوبة هلع) ردًا على موقف أو شيء معين، و وجدت هذا محرجًا أو أن الأشخاص من حولك يتفاعلون بقوة، فقد يتسبب ذلك في زيادة القلق الشديد بشأن الوقوع في هذا الموقف مرةً أُخرى.

5. التوتر المزمن أو المستمر:

يمكن أن يتسبب التوتر لفترة طويلة في الشعور بالقلق و الاكتئاب، و يقلل من قدرتك على التكيف في مواقف معينة، هذا يمكن أن يجعلك تشعر بالخوف أو القلق أكثر من التواجد في تلك المواقف مرة أخرى، و على مدى فترة طويلة، قد يؤدي إلى تطوير الفوبيا.

قد تجد أنه من المفيد محاولة معرفة الأسباب المحددة للفوبيا الخاصة بك، و لكن قد تشعر أيضًا أنه لا يوجد تفسير واحد بسيط و منطقي، و إذا تجنبت ذلك الشيء أو الموقف الذي يجعلك تشعر بالرهبة، فغالبًا ما يزيد ذلك خوفك سوءًا بمرور الوقت، ومع ذلك، قد يكون من الصعب للغاية مواجهة خوفك، و قد تحتاج إلى مساعدة احترافية لتمكينك من القيام بذلك.

 

 

هل من الممكن منع حدوث الفوبيا تمامًا؟

تمت الدراسة و البحث العلمي حتى انه في الأخير استطعنا ان نعثر على طرق كثيرة للوقاية من الفوبيا التي تتضمن تثقيف الأشخاص المصابين بهذا المرض و أحبائهم و غيرهم من الأفراد المعنيين مثل معلمي الأطفال لتكون فعّالة في منع حدوث الفوبيا على الإطلاق.

كيف يمكن للأفراد ان يتعاملوا مع الفوبيا؟

الطرق التي يمكن للأفراد الذين يعانون من الفوبيا أن يتعاملوا بها للتغلب على مخاوفهم تشمل طرق عديدة و منها: التحدث عن خوفهم، و الامتناع عن تجنب المواقف التي يجدونها مقلقة لهم، و تخيل أنفسهم يواجهون مخاوفهم (التخيل)، و إصدار عبارات إيجابية لأنفسهم مثل “سأكون بخير”، في الواقع عندما يتم الجمع بين طرق المساعدة الذاتية و العلاج النفسي القصير، قد يحقق المصابون بالفوبيا تحسنًا ملحوظًا في الأعراض في وقت قياسي.

و لما كان التثقيف من أهم الأساليب للوقاية و الحماية من الفوبيا نهائيًا فإليك عزيزي القارئ بعض الحقائق المُجمعة عن الفوبيا فيما يلي:

حقائق مُجمعة عن الفوبيا:

 

 

• تعريف الفوبيا هو الخوف المستمر من موقف أو نشاط أو شيء يجعل المرء يرغب في تجنبه.
• الأنواع الثلاثة من الفوبيا هي فوبيا الاجتماعية (الخوف من التحدث أمام الجمهور أو مقابلة أشخاص جدد أو المواقف الاجتماعية الأخرى)، فوبيا الخلاء (الخوف من الخروج)، والفوبيا المحددة (الخوف من أشياء أو مواقف أخرى).
• على الرغم من عدم الإبلاغ عن الفوبيا في كثير من الأحيان، يُعتقد أن الإحصائيات الخاصة بالأشخاص الذين يعانون من الرهاب تزيد عن 19 مليون شخص في الولايات المتحدة.
• يبلغ متوسط ​​العمر الذي تبدأ فيه الفوبيا حوالي 10 سنوات.
• تميل النساء إلى أن تكون أكثر عرضة للإصابة بالفوبيا مقارنة بالرجال.
• على الرغم من وجود العديد من حالات الفوبيا مثل بعض الحالات التي ذكرناها هنا، إلا أن أكثر أنواع الفوبيا شيوعًا تشمل فوبيا الاجتماعية، و فوبيا الخلاء، و فوبيا الأماكن المغلقة، و فوبيا الخوف، و فوبيا الأيروفوبيا، و فوبيا الحيوانات، و فوبيا العناكب، و فوبيا الأسنان، و فوبيا الأيكوفوبيا، و فوبيا الدم و من الممكن أن تطلع على كل هذه الأنواع بشكل مفصل أكثر من هنا.
• غالبًا ما يصاحب فوبيا الخلاء اضطراب الهلع.
• إذا لم يتم علاج الفوبيا، فقد تتفاقم الفوبيا إلى الحد الذي تتأثر فيه حياة الشخص بشكل خطير بالفوبيا و محاولات تجنبها أو إخفائها، مما يؤدي إلى مشاكل في الصحة البدنية و الأصدقاء و العائلة و الفشل في المدرسة أو فقدان الوظائف أثناء كفاحك من أجل التأقلم.
• تميل الفوبيا إلى الانتشار في العائلات، و يمكن أن يتأثر بالثقافة و أسلوب الأبوة و الأمومة، و يمكن أن يحدث بسبب أحداث الحياة.
• يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من الفوبيا هم أكثر عرضة للتعامل مع التوتر عن طريق تجنب محفز التوتر بل و يواجهون صعوبة في التقليل من شدة الموقف المخيف.
• غالبًا ما تتضمن أعراض الفوبيا نوبات هلع.
• غالبًا ما يتضمن تقييم الفوبيا أسئلة من اختصاصي الرعاية الصحية لاستكشاف الأعراض التي تحدث و مقابلة طبية و فحصًا جسديًا.
• غالبًا ما يشمل علاج الفوبيا استخدام: العلاج السلوكي المعرفي و / أو الأدوية، و يمكنك الاطلاع على علاج الفوبيا بشكل مفصل أكثر من هنا.
• أحيانًا يتأقلم مرضى الفوبيا مع مخاوفهم من خلال التحدث عنها، و الامتناع عن تجنب المواقف التي يجدونها مرهقة، و التخيل، و إصدار تصريحات ذاتية إيجابية.

ما هو البحث الذي يتم إجراؤه على مريض الفوبيا؟

تركز الدراسات البحثية على مدى استجابة الفوبيا للعلاجات المختلفة على المدى الطويل، و كذلك كيفية تفاعل التغيرات المرتبطة بالعمر في القدرة على التفكير (الإدراك) مع القلق، كما يتم استكشاف استخدام المكملات العشبية و المكملات الغذائية الأخرى في علاج الفوبيا.

كيف تظهر الفوبيا على المريض من حيث الاعراض و العلامات التي يستكشفها الدكتور النفسي، و التي تجعلني أسعى بلا تردد لرؤية طبيب نفسي متخصص للمساعدة، هذا محور مقالنا القادم.

اذا كنت تعاني من الخوف من شيء بعينه او كنت تشعر أحيانا بالفزع او الهلع الغير مبرر و لا تدري كيفية التعامل و التأقلم مع ذلك الشعور، فيسعدنا ان نقدم لك مساعدة طبية محترفة من دكتور نفسي عبر الانترنت من هنا في سرية و احترافية تامة.